منتدى
منتدى التعليم
متطلبات الإكمال
الاستيجاب: الخميس، 9 مارس 2023، 8:30 AM
قـندتـو والتعـليـم
قندتو والتعليم توأم..
فما ذكرت إلا ذكر وذكر أبناؤها كرواد للتعليم. أي بقعة في السودان ما وطئتها قدم معلم من قندتو.. أحراش الجنوب ووديان الغرب.. تلال الشرق وصحاري الشمال شواهد باقية وما زالت اسمائهم ترن فيها.. ملأت سيرتهم اسماع معنى وقيمة.. خير رفقة واصدق زماله.. الخلوة شعاع شمس العلم الأول في السودان.. وفي قندتو، فتحت كوة في ذاكرة قندتو أطلت على المعاني المكتوبة فازدادت المعرفة وانداحت الفكرة بإضافة معارف الحياة الى معارف العقيدة وقامت مدرسة قندتو الصغرى في عام "الشابي" 1946م ويذكر من مدرسيها شيخ عبدالله أب دبيب وشيخ ميرغني وشيخ الأمين وشيخ إبراهيم الأزرق يرحمهم الله.. وكان تلاميذها يحلون الأمتحان تصفية بنهاية السنة الثالثة ليلتحقوا بالسنة الرابعة في إحدى المدارس الأولية في شندي أو كبوشية فيما كان يعرف بالمدارس الأولية ذات الرأسين.. ومنها يجلسون لإمتحان الدخول للمدرسة الوسطى.. كان لأبناء قندتو حضور جميل ومميز في المدارس الوسطى –شندي الريفية الوسطى- شندي الأهلية الوسطى- المتمه الوسطى- خاصة بعد ان تحولت مدرسة قندتو الصغرى الى مدرسة أولية نصفية في عام 1952 حيث كان القبول بالصف الأول يتم كل عامين ثم تحولت إلى مدسة أولية مكتملة.. أمها منذ إنشائها كثير من طالبي المعرفة من الجوار.. من أم شقل.. القوز.. السلمات.. حلة ود علي.. الضوياب.. الفجيجة والدويمات.. الصلوعاب.. السلّامة.. المحطة.. الزاكياب. إشعاع شمس قندتو المعرفية.. قندتو الصغرى.. قندتو الاولية في ذاكرة اهل وجيرتهم.. الطموح كان أكبر والرغبة عارمة والفكرة المنداحة توسعت، المدرسة الوسطى ضرورة وقبلها كسر حاجز الخوف من تعليم البنات.. مدرسة بنات قندتو الأولية درجت أولى خطاها (بسراية) الفاضل ود علي تحت رعاية أُمَّين كريمتين: بثينة عبد الحميد وبدور محمد مكي وكان ذلك في العام.... ومنها اصبح التعليم يسير بساقين سليمتين تؤسسان لقامات أطول بمعرفة متعادلة متساوية منها المرأة والرجل ولكن بفهم الطموح الاكبر.. المدرسة الوسطى بنين وبنات.. مدرسة البنين فكرتها قديمة لكن الموارد لا تفي.. الدولة تلكأت.. المواطن حريص وطموح وتنبعث الفكرة الجميلة.. هكذا قندتو تصرخ الأفكار الجميلة وتخرج.. خرجت فقام النادي وفرقته المسرحية وقاد الانقلاب الثقافي الفكري الذي روج لفكرة التعليم والتعليم فقط فكانت فكرة توفير الموارد لبناء المدرسة.. فصدر القرار الكبير- على كل موظف في قندتو في أي موقع كان أو بلد أن يدفع راتب شهر يقسم على ثلاثة أشهر- وتحركت اللجان وجاء المال وبدأ البناء وقامت مدرسة قندتو الوسطى في عام 1967م.. لكن الدافع كان كبيراً.. تحرك إيجابي.. مدرسة البنات.. وفتحت مدرسة البنات في مرحلتها الأولى بمباني النادي الذي حق له أن يحمل إسم أبو المدارس فمدرسة البنين قضت فيه جزء من طفولتها ومدرسة البنات كذلك بل أسهم بكل ما يملك من مال ومواد بناء وطاقات جسدية ولكن كيف؟؟ كيف أسهم النادي في بناء مدرسة البنات الثانوية العامة؟ أقام شباب قندتو تحت إشراف ورعاية اللجنة التنفيذية للنادي سوقأً خيرياً بالحديقة العامة بمدينة شندي حشدت له وفيه كل القدرات والامكانيات ونجح نجاحاً فاق التقديرات وكان لابد ان ينبع ذلك ماهو اهم – بناء النادي في المساحة الواقعة شرق مباني مدرسة البنات الثانوية العامة وغرب مدرسة البنات الابتدائية وقتها وتم شراء وتحضير مواد البناء من طوب وخرصانة واسمنت وكمر وحتى الابواب والنوافذ ولم يبق سوى بدء عملية البناء.. ولكن نلك تزامن مع بدء تنفيذ بناء مدرسة البنات.. ولكن مافي المزود ما كان يكفي لرحلة البناء الشاقة وتلاقحت الافكار وتفتقت الاذهان وأهل قندتو في ذلك الأوان كانت عندهم قدرة التفكير والمبادرة والروح القتالية.. وتبرعت لجنة النادي بكل ما تملك مالاً ومواد بناء للمدرسة وأرجئ مشروع قيام النادي وتقرر قامة كمينة طوب بالمجهود الذاتي عد العمل الفني الذي اوكل إلى أهل خبرة من خارج قندتو وتبرع الفكي سليمان عبد النور –يرحمه الله- بأرضه لتقوم عليها الكمينة وبدأت رحلة العمار والإعمار.. جمع الشباب روث الحيوانات من الحظائر وجلب آخرون الحطب على ظهور الحمير وسحباً بالثيران وتبرع الكثيرون بالحطب وآخرون بأشجار قائمة تم قطعها.. وضربت مائة ألف طوبة.. جفت رصت بحكمة وومعرفة ودراية.. إنها كمينة الطوب.. وفي مساء رائع جميل شرفه جدي مدني الأمين وعمي السيد ود سيد أحمد وأشعلت النيران وبدأت عملية حرق الطوب انها اللحظات التي تسبق إعلان النتيجة نار تحرق الطوب وأخرى في صدور كل الذين أسهموا في هذا العمل وعلى رأسهم الرجل الصبور الاستاذ/ عبدالله إبراهيم فايت.. كانت تلك هي اللحظات الفاصلة بين الرجاء والخوف، الفشل والنجاح.. هذه الكمينة كالبطيخة المغلقة.. حمراء.. بيضاء.. نص –نص..؟ قال جدي مدني "ما تخافو والله طوب الكمينة دي يمرق دهب زي بناته ديل –يقصد بنات مدرسة قندتو- ومضى ذلك الليل وأًصبح الصباح وأصبحت النتيجة باهرة.. 90% نجاح بإمتياز 10% جيد جداً.. تسعون ألف طوبه حمراء درجة أولى وعشرة آلاف طوبة درجة تانية بما فيها القميص..!! أما ترحيل هذا الكم من الطوب فهو ملحمة وتجربة تفرد لها الصفحات.. أقرت قندتو ترحيل الطوب على طريقة ملك العمل الجماعي- النمل.. وخرجت قندتو بمدارسها الأربعة وحملت الطوب من موقع الانتاج إلى موقع الاستهلاك كل يحمل قدر استطاعته- هناك مشهد لا ينسى أبداً وبطله التوم حسن الخضر ووقتها كان طفلاً صغيراً في الرابعة أو دونها إلا انه شارك في ترحيل الطوب ولم يكن يقوى على حمل طوبة لهذه المسافة ولكنه كان يصر على حمل طوبتين فيقوم بحمل احداهما مسافة ويضعها ثم يعود للأخرى ويلحقها بالأخرى ويستمر هكذا حتى يوصلهما الى مكان الإستهلاك –موقع المدرسة- حيّا الله التوم حسن الخضر فقد ضرب مثلاً حياً للروح القتالية حتى في طفل قندتو وقتها.. ما همدت الهمة ولا لانت ولا كلّت.. وبدأت رحلة ضرب الطوب الأخضر أقيم شبه معسكر شارك فيه المعلمون.. ثم بدأ البناء وبنهاية عطلة الصيف لعام 71 إكتمل البناء وأصبحت المدرسة جاهزة لإستقبال بناتها.. هذا ما حضرني في رحلت التعليم بقندتو وربما غيري أقدر فيضيف ويحذف.. هل تعود قندتو وتضم جناحيها على بنيها ويعيدون ما دفنته السواني الى ماضي شموخه وعزته وكبريائه وهل يزهر فيها ما أحطوطب ويخضر ما جف؟؟.
فما ذكرت إلا ذكر وذكر أبناؤها كرواد للتعليم. أي بقعة في السودان ما وطئتها قدم معلم من قندتو.. أحراش الجنوب ووديان الغرب.. تلال الشرق وصحاري الشمال شواهد باقية وما زالت اسمائهم ترن فيها.. ملأت سيرتهم اسماع معنى وقيمة.. خير رفقة واصدق زماله.. الخلوة شعاع شمس العلم الأول في السودان.. وفي قندتو، فتحت كوة في ذاكرة قندتو أطلت على المعاني المكتوبة فازدادت المعرفة وانداحت الفكرة بإضافة معارف الحياة الى معارف العقيدة وقامت مدرسة قندتو الصغرى في عام "الشابي" 1946م ويذكر من مدرسيها شيخ عبدالله أب دبيب وشيخ ميرغني وشيخ الأمين وشيخ إبراهيم الأزرق يرحمهم الله.. وكان تلاميذها يحلون الأمتحان تصفية بنهاية السنة الثالثة ليلتحقوا بالسنة الرابعة في إحدى المدارس الأولية في شندي أو كبوشية فيما كان يعرف بالمدارس الأولية ذات الرأسين.. ومنها يجلسون لإمتحان الدخول للمدرسة الوسطى.. كان لأبناء قندتو حضور جميل ومميز في المدارس الوسطى –شندي الريفية الوسطى- شندي الأهلية الوسطى- المتمه الوسطى- خاصة بعد ان تحولت مدرسة قندتو الصغرى الى مدرسة أولية نصفية في عام 1952 حيث كان القبول بالصف الأول يتم كل عامين ثم تحولت إلى مدسة أولية مكتملة.. أمها منذ إنشائها كثير من طالبي المعرفة من الجوار.. من أم شقل.. القوز.. السلمات.. حلة ود علي.. الضوياب.. الفجيجة والدويمات.. الصلوعاب.. السلّامة.. المحطة.. الزاكياب. إشعاع شمس قندتو المعرفية.. قندتو الصغرى.. قندتو الاولية في ذاكرة اهل وجيرتهم.. الطموح كان أكبر والرغبة عارمة والفكرة المنداحة توسعت، المدرسة الوسطى ضرورة وقبلها كسر حاجز الخوف من تعليم البنات.. مدرسة بنات قندتو الأولية درجت أولى خطاها (بسراية) الفاضل ود علي تحت رعاية أُمَّين كريمتين: بثينة عبد الحميد وبدور محمد مكي وكان ذلك في العام.... ومنها اصبح التعليم يسير بساقين سليمتين تؤسسان لقامات أطول بمعرفة متعادلة متساوية منها المرأة والرجل ولكن بفهم الطموح الاكبر.. المدرسة الوسطى بنين وبنات.. مدرسة البنين فكرتها قديمة لكن الموارد لا تفي.. الدولة تلكأت.. المواطن حريص وطموح وتنبعث الفكرة الجميلة.. هكذا قندتو تصرخ الأفكار الجميلة وتخرج.. خرجت فقام النادي وفرقته المسرحية وقاد الانقلاب الثقافي الفكري الذي روج لفكرة التعليم والتعليم فقط فكانت فكرة توفير الموارد لبناء المدرسة.. فصدر القرار الكبير- على كل موظف في قندتو في أي موقع كان أو بلد أن يدفع راتب شهر يقسم على ثلاثة أشهر- وتحركت اللجان وجاء المال وبدأ البناء وقامت مدرسة قندتو الوسطى في عام 1967م.. لكن الدافع كان كبيراً.. تحرك إيجابي.. مدرسة البنات.. وفتحت مدرسة البنات في مرحلتها الأولى بمباني النادي الذي حق له أن يحمل إسم أبو المدارس فمدرسة البنين قضت فيه جزء من طفولتها ومدرسة البنات كذلك بل أسهم بكل ما يملك من مال ومواد بناء وطاقات جسدية ولكن كيف؟؟ كيف أسهم النادي في بناء مدرسة البنات الثانوية العامة؟ أقام شباب قندتو تحت إشراف ورعاية اللجنة التنفيذية للنادي سوقأً خيرياً بالحديقة العامة بمدينة شندي حشدت له وفيه كل القدرات والامكانيات ونجح نجاحاً فاق التقديرات وكان لابد ان ينبع ذلك ماهو اهم – بناء النادي في المساحة الواقعة شرق مباني مدرسة البنات الثانوية العامة وغرب مدرسة البنات الابتدائية وقتها وتم شراء وتحضير مواد البناء من طوب وخرصانة واسمنت وكمر وحتى الابواب والنوافذ ولم يبق سوى بدء عملية البناء.. ولكن نلك تزامن مع بدء تنفيذ بناء مدرسة البنات.. ولكن مافي المزود ما كان يكفي لرحلة البناء الشاقة وتلاقحت الافكار وتفتقت الاذهان وأهل قندتو في ذلك الأوان كانت عندهم قدرة التفكير والمبادرة والروح القتالية.. وتبرعت لجنة النادي بكل ما تملك مالاً ومواد بناء للمدرسة وأرجئ مشروع قيام النادي وتقرر قامة كمينة طوب بالمجهود الذاتي عد العمل الفني الذي اوكل إلى أهل خبرة من خارج قندتو وتبرع الفكي سليمان عبد النور –يرحمه الله- بأرضه لتقوم عليها الكمينة وبدأت رحلة العمار والإعمار.. جمع الشباب روث الحيوانات من الحظائر وجلب آخرون الحطب على ظهور الحمير وسحباً بالثيران وتبرع الكثيرون بالحطب وآخرون بأشجار قائمة تم قطعها.. وضربت مائة ألف طوبة.. جفت رصت بحكمة وومعرفة ودراية.. إنها كمينة الطوب.. وفي مساء رائع جميل شرفه جدي مدني الأمين وعمي السيد ود سيد أحمد وأشعلت النيران وبدأت عملية حرق الطوب انها اللحظات التي تسبق إعلان النتيجة نار تحرق الطوب وأخرى في صدور كل الذين أسهموا في هذا العمل وعلى رأسهم الرجل الصبور الاستاذ/ عبدالله إبراهيم فايت.. كانت تلك هي اللحظات الفاصلة بين الرجاء والخوف، الفشل والنجاح.. هذه الكمينة كالبطيخة المغلقة.. حمراء.. بيضاء.. نص –نص..؟ قال جدي مدني "ما تخافو والله طوب الكمينة دي يمرق دهب زي بناته ديل –يقصد بنات مدرسة قندتو- ومضى ذلك الليل وأًصبح الصباح وأصبحت النتيجة باهرة.. 90% نجاح بإمتياز 10% جيد جداً.. تسعون ألف طوبه حمراء درجة أولى وعشرة آلاف طوبة درجة تانية بما فيها القميص..!! أما ترحيل هذا الكم من الطوب فهو ملحمة وتجربة تفرد لها الصفحات.. أقرت قندتو ترحيل الطوب على طريقة ملك العمل الجماعي- النمل.. وخرجت قندتو بمدارسها الأربعة وحملت الطوب من موقع الانتاج إلى موقع الاستهلاك كل يحمل قدر استطاعته- هناك مشهد لا ينسى أبداً وبطله التوم حسن الخضر ووقتها كان طفلاً صغيراً في الرابعة أو دونها إلا انه شارك في ترحيل الطوب ولم يكن يقوى على حمل طوبة لهذه المسافة ولكنه كان يصر على حمل طوبتين فيقوم بحمل احداهما مسافة ويضعها ثم يعود للأخرى ويلحقها بالأخرى ويستمر هكذا حتى يوصلهما الى مكان الإستهلاك –موقع المدرسة- حيّا الله التوم حسن الخضر فقد ضرب مثلاً حياً للروح القتالية حتى في طفل قندتو وقتها.. ما همدت الهمة ولا لانت ولا كلّت.. وبدأت رحلة ضرب الطوب الأخضر أقيم شبه معسكر شارك فيه المعلمون.. ثم بدأ البناء وبنهاية عطلة الصيف لعام 71 إكتمل البناء وأصبحت المدرسة جاهزة لإستقبال بناتها.. هذا ما حضرني في رحلت التعليم بقندتو وربما غيري أقدر فيضيف ويحذف.. هل تعود قندتو وتضم جناحيها على بنيها ويعيدون ما دفنته السواني الى ماضي شموخه وعزته وكبريائه وهل يزهر فيها ما أحطوطب ويخضر ما جف؟؟.
تم الوصول إلى تاريخ التوقف عن النشر في هذا المنتدى، لذلك يتعذر عليك النشر فيه.
لا يوجد موضوع للمناقشة بعد في هذا المنتدى